طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طريفة من سعة علم أمير المؤمنين

صفحة 374 - الجزء 1

  إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه أمران كلاهما رضا الله إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كد يده، وما أطاق عمله أحد من الناس، وإن كان ليصلى في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن أقرب الناس شبهاً به علي بن الحسين @، ما أطاق أحد من الناس عمله. انتهى.

  ومنه قال الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب «الحكمة الدرية»: دخل أبو جعفر محمد بن علي @ على أبيه قال: فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم أر أحداً قط بلغه، وإذا به قد اصفر لونه، وومضت عيناه من البكاء ودبرت جبهته، وانخرمت أنفه من السجود، وورمت شفتاه وقدماه من الصلاة، فرأيته بحال فلم أملك أن بكيت من رحمته، فإذا به ينظر إلي ثم قال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي فأعطيته بعضها فما قرأ منها شيئاً حتى رمي به تضجراً وقال: من يقوى على عبادة علي ~.

طريفة من سعة علم أمير المؤمنين

  قالوا: من بحر علم على # اغترف جهابذة العلماء من كبار التابعين ومن بعدهم. ويذكر شيخ الإسلام الإمام العالم القدوة جعفر بن أحمد ابن عبد السلام: أن الحجاج أحضر الحسن البصري، وواصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وعامر الشعبي وسألهم عن القضاء والقدر - يعني الخلق لأفعال العباد - فأجابه أحدهم: لا أعرف فيه إلا ما قاله أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه وهو قوله: أتظن أن الذي نهاك دهاك، إنما دهاك أسفلك وأعلاك، والله بريء من ذاك.

  وأجابه الآخر فقال: لا أعرف فيه إلا ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -