طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية العاشق المؤمن

صفحة 376 - الجزء 1

  ولكن النتيجة أن جميع هؤلاء المتسابقين وكان عددهم كبيراً فشلوا ونجح هو وحده في هذه المسابقة، فذهب إلى مسؤل اللجنة وسأله قائلاً: كنت أنتظر أن تحرموني من هذه الوظيفة عقاباً لي على مخالفتي لكم في دينكم وعلى اعتناق الإسلام، ولكن فوجئت بقبولي على إخوانكم من النصارى فما سر ذلك؟ قال: إن المرشح لهذه الوظيفة كان يشترط فيه أن يكون شخصاً منتبها في جميع الحالات حاضر الذهن، والإنسان الذي يتعاطى الخمر لا يمكن أن يكون كذلك فكنا نترقب شخصاً من الذين لا يشربون الخمر؛ ونظراً لتوفر هذا الشرط فيك فلقد وقع الاختيار عليك في هذه الوظيفة. فخرج حامداً شاكراً مولاه ø على ما أولاه من نعمه وآلائه العظيمة وهو يردد: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}⁣[الطلاق: ٣ - ٢]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ٤}⁣[الطلاق]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ٥}⁣[الطلاق].

حكاية العاشق المؤمن

  ذكر المبرد عن أبي كامل عن إسحاق بن إبراهيم عن رجاء بن عمرو النخعي قال: كان بالكوفة فتى جميل الوجه، شديد التعبد والاجتهاد، فنزل في جوار قوم من النخع فنظر إلى جارية منهم جميلة فهويها وهام بها عقله، ونزل بالجارية ما نزل به فأرسل يخطبها من أبيها، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها، فلما اشتد عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى أرسلت إليه الجارية: قد بلغني شدة محبتك لي وقد اشتد بلائي بك، فإن شئت زرتك، وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي، فقال