حكاية الرجل الصالح وعائلته القانعة بما كتب الله تعالى
  كان الوقت قبيل المغرب من أيام الصيف وانتظرت ساعة في مأوى السيارت دون أن يحضر مسافر واحد. وانتظرت على أحر من الجمر وقد غابت الشمس والمسافة بين المدينتين حوالي أربعين ومأتين كيلو متر تقطع بالسيارة في ساعتين ونصف، فإذا لم تسافر ليلاً ضاع عليها الوقت ولن تصل إلى مدينة ولدها إلا في صباح اليوم التالي، وعرضت على سائق إحدى السيارات أن تستأجر وحدها سيارته على أن يسافر بها فوراً وقبض السائق أجرة سيارته كاملة من المرأة، وتحركت السيارة في طرق جبلية وفي الطريق تحدث السائق إلى المرأة فعلم منها قصة بيع الدار وقصة دفع البدل النقدي عن ولدها، وتدخل الشيطان بينهما فلعب دوره في تخريب ضمير السائق فعزم على تنفيذ خطة لاغتصاب المال من المرأة المسكينة. وفي إحدى منعطفات الطريق حيث يستقر إلى جانب الطريق الأيمن وادٍ صخري سحيق أوقف السائق سيارته فجأة، وسحب المرأة قسراً من السيارة إلى خارجها ونزلا إلى مسافة عشرين متراً في الوادي السحيق، وهناك طعن المرأة بخنجره عدة طعنات فلما تراخت وظن أنها فارقت الحياة، سلبها مالها وعاد إلى سيارته تاركاً المرأة في مكانها تنزف الدماء من جروحها. وقصد المدينة التي كان متجهاً إليها فقد خشي أن يعود إلى المدينة التي خلفها وراءه لئلا ينكشف أمره إذ يعود إليها بدون مسافرين وقبل الوقت المعقول لذهابه وإيابه ..!
  وعندما وصل إلى المدينة أوى إلى مأوى السيارات، فزعم لأصحابه أن المسافرين الذين كانوا معه قد غادروا سيارته بعد عبور الجسر ووجد ركاباً ينتظرون السفر إلى البلد التي غادرها مساءً فسافر بهم عائداً من نفس الطريق، وحين وصل إلى المكان الذي ارتكب فيه جريمته الشنعاء أوقف سيارته وادّعى