طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الملاح القاتل للطفل وأمه

صفحة 409 - الجزء 1

  القاسية وسط عباب المحيط فكيف ينسى أرزاق الأرامل واليتامى؟!

  والناس يخشون الناس والله أحق أن يخشوه، والله يمهل ولكن لا يهمل، دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.

  فعليك أيها المسلم أن تبتعد عن الظلم ودوافعه وتذكر قدرة الله عليك، تذكر من لا تخفى عليه غائبة في السماء ولا في الأرض. تذكر أن الظلم ظلمات في الدنيا والآخرة ... اللهم جنبنا الظلم وأهله واكفنا شر الأشرار، وعمل الفجار اللهم آمين اللهم آمين.

الملاح القاتل للطفل وأمه

  حكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت، فنفذ فيه الحكم علناً في ساحة من أكبر ساحات بغداد فمضى إلى ربه كما مضى غيره من الناس.

  ولكن القصة لا تبدأ هكذا.

  كان يعمل جزاراً وكالعادة قصد المجزرة في الهزيع الأخير من الليل، وذبح في تلك المجزرة أغنامه قبل الفجر، وأوكل أمر نقلها إلى حانوته التي يبيع فيها الأغنام المذبوحة إلى شريكه.

  وعاد مع الفجر إلى داره التي تقع على جانب طريق ضيقة متعرجة مسدودة من تلك الطرق التي كانت شائعة في الأحياء القديمة من بغداد قبل أربعين عاماً، وفي طريق عودته من المجزرة إلى داره وعلى بعد أمتار معدودات منها في تلك الطريق الضيقة المتعرجة المسدودة سمع صرخة مستغيث فهرول مسرعاً باتجاه