طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

إبراهيم بن الإمام المهدي الحوثي الحسيني

صفحة 431 - الجزء 1

  أنكرت الطفلة ذلك لأن أهلها لا يفطرون في النهار بل يصومون الدهر ولم يضفها إلى اسم رجل ولا إلى كتاب؛ لأنه ¦ كان ما يروي شيئاً إلا بسنده إلى رجل أو كتاب فظننت والله أعلم أن الطفلة من أهل بيتهم.

  وسمعته يقول: قال: «من صام الله يوماً محتسباً بعده الله من النار خمسمائة عام» وقال لي يوماً: يا يحيى كم من مرة أسابق الفجر على عشائي. وقد ظهر لي أنه طوى مرة ثلاثة أيام ومرة خمسة أيام لا يذوق فيها طعاماً ولا غيره لمسابقته لطلوع الفجر كما قدمت، وقال لي يوما: كان سهل القشري - وفي نسخة: التستري - يطوي نيفاً وعشرين يوماً، لا يأكل فيها، قال: وأقسم عبد الواحد بن زيد ¦ بالله: أن ما صافى الله عبداً إلا بالجوع، ولا والاهم إلا بالجوع، ولا طويت لهم الأرض إلا بالجوع، ولا مشوا في الهواء إلا بالجوع. انتهى.

  والله القائل:

  لهم أحاديث من ذكراك تشغلهم ... عن الشراب وتلهيهم عن الزاد

إبراهيم بن الإمام المهدي الحوثي الحسيني

  السيد العلامة الزاهد إبراهيم ابن الإمام المهدي محمد بن القاسم - رضوان الله تعالى عليهم - كان من الأخيار الأبرار، يقطع الليل عبادة، والنهار صياماً، وحج قبل وفاته بسنة فحصل له الالتباس في بعض أعمال الحج وهو في طريق العودة، ولم يستطع مفارقة أصحابه أو تأخيرهم وذلك في أيام والحج على الرحال، فبقي محرماً إلى السنة القابلة صبراً، وشكراً، وذكراً، إلى أن توفي محرماً، في شهر القعدة سنة ١٣١٨ هـ.