إبراهيم بن الإمام المهدي الحوثي الحسيني
  قال القاضي العلامة عبد الرحمن بن الحسين سهيل ¦: كان إبراهيم ابن الإمام عالماً عاملاً فاضلاً زينة الزمن وحسنة من حسنات اليمن، علامة المعقول والمنقول، محققاً للفروع والأصول، جامعاً للفنون العلمية، والمعارف الدينية، والآداب اللطيفة، والشمائل الطريفة مع ديانة وورع، وحسن خلق، وسكينة، ووقار، وألمعية ... الخ.
  له (منسك في الحج) استصحبه وله كتاب في الزهد سماه (إلهاب ذوي الألباب)، خاطب به نفسه مع إلزامه لها بالحجج والبراهين القطعية والعقلية، وله أشعار رائقة في الإلهيات وله (نصيحة النفس) جاء فيها:
  أيها القَلب القُلب، والفؤاد المذبذب، الذي تميل به عواطف الأهواء، وتتلعب به كواذب المنى، ويصده عن طريق النجاة محبة الدنيا، إن كنت تبتغي الملك العظيم، وتطلب الصراط المستقيم، وتفر من العذاب الأليم، وتشتاق إلى مقام كريم، فاصغ إلى الناصح الشفيق، واقبل وصيتي ونصيحتي لك قبول عمل وتفكر وتصديق، فهذه ست خصال أعملت فيها فكري فوجدتها دواء الداء الدوي، والطريقة التي أراها تليق بكل ذي عقل سوي، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وهو حسبي ونعم الوكيل:
  الأولى: معرفة حق الله عليك ونعمه السوابغ لديك، والتفكر في عظمة شأنه وسعة ملكه وسلطانه، فقد استبان لك سبيل الهدى، وتقشعت عنك سحائب العمى، وتبرهنت لك دلائل برهانه، لو لزمتها وعرفتها حق معرفتها، وحرست نفسك عن تضييعها، للحقت بالسبّاق، وعُددت في سلك أحباب الملك الخلاق.
  الثانية: حراسة نفسك عن أن تتعمد معصيته طرفة عين، أو أن يراك حيث