إبراهيم بن الإمام المهدي الحوثي الحسيني
  نهاك فيكتبك في ديوان أهل الحين والمين، وتسلب عن قلبك أنواره، وتبدل عنها ناره، ويعرف الشيطان أن له فيك مراحاً ومغداً، فيعمل فيك حيله الدقيقة، ويشحذ لك فظيعات المُدى، فتكون قد استبدلت بالنور الظلام، وبالتبر الرغام، وبمحبة الرحمن التي إن نلتها نلت كل محبوب، وسعى إليك كل مطلوب، وأحبك كل شيء، وهابك كل شيء، وإن منعتها منعت الخير كله، وصرت ثقيلاً بغيضاً، شقياً مريضاً، مستبدلاً عن الفرات ببولة، وعن البحر بيلة، كل ذلك محبة ألاعيب الشيطان الكاذبة، ومخائله الخائبة، وعن قريب يتبرأ منك، وتعرف مكره لك وركونك منه على عظيم الإفك ولات حين فكاك.
  الثالثة: ترك التفكير في معصية الله الولي الحميد، فإنه يعلم ما توسوس نفسك وهو أقرب إليك من حبل الوريد، وإن التفكر فيها هو الداعي إليها والملقي بك فيها، ولا يكاد وجود معصية منك إلا وقد تقدمتها فكرة شيطانية، وذلك سر الحديث المأثور: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ....) الحديث. أو معناه. ومنع النفس عن الفكرة أهون عليك من منعها عن نفس المعصية بعد التفكر فيها، وما إمساك الفرس الشرود والدابة العنود بأشد عليك من منع النفس عن الوقوع بعد الفكرة، وأشد من ذلك من منعها بعد الكرة، وأشد وأشد منعكها من الكرة بعد الكرة، فاعرف الدواء والزم التداوي به فإنه الشفاء وأي شفاء، هو والله النور لا العمى والصراط السوي لمن اهتدى.
  الرابعة: خف النار وتدبر معناها، وما أدراك؟! ما النار النار هي التي لا يقوم لها شيء ولا يعدلها شيء، هول مهيل، لو عرفنا معناها لفارقت الأرواح الأجساد