طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حديث الأعمش والمنصور

صفحة 60 - الجزء 1

  قامته مثل قامة صاحبي فصرت عن يمينه، فلما صرنا في ركوع وسجود إذا عمامته قد رمى بها من خلفه، فتفرست في وجهه فإذا وجهه وجه خنزير ورأسه وخلقه ويداه ورجلاًه، فلم أعلم ما صليت وما قلت في صلاتي متفكراً في أمره، ولما سلم الإمام وتفرس في وجهي وقال: أنت أتيت أخي بالأمس فأمر لك بكذا وكذا؟ قلت: نعم، فأخذ بيدي وأقامني، فلما رآنا أهل المسجد تبعونا، فقال للغلام: اغلق الباب ولا تدع أحداً يدخل علينا، ثم ضرب بيده إلى قميصه فنزعه فإذا جسده جسد خنزير فقلت: يا أخي ما هذا الذي أرى بك؟ قال: كنت مؤذن القوم، فكنت كل يوم إذا أصبحت ألعن علياً ألف مرة بين الأذان والإقامة، قال: فخرجت من المسجد ودخلت داري هذه وهو يوم جمعة وقد لعنته أربعة آلاف مرة ولعنت أولاده، فاتكأت على الدكان فذهب بي النوم فرأيت في منامي كأنما أنا في الجنة قد أقبلت فإذا علي متكئ والحسن والحسين معه متكئين بعضهم ببعض مسرورين تحتهم مصليات من نور، وإذا أنا برسول الله ÷ جالس والحسن والحسين قدامه وبيد الحسن كأس فقال النبي ÷ للحسن اسقني فشرب، ثم قال للحسين اسق أباك علياً فشرب، ثم قال للحسن اسق الجماعة فشربوا، ثم قال اسق المتكئ على الدكان فولى الحسن بوجهه عني وقال يا أبه كيف أسقيه وهو يلعن أبي في كل يوم ألف مرة وقد لعنه اليوم أربعة آلاف مرة، فقال النبي ÷: مالك لعنك الله تلعن عليا وتشتم أخي، لعنك الله تشتم أولادي الحسن والحسين، ثم بصق النبي ÷ فملأ وجهي وجسدي، فانتبهت من منامي ووجدت موضع البصاق الذي أصابني من بصاق النبي ÷ قد مسخت كما ترى وصرت آية للسائلين.

  ثم قال: يا سليمان، سمعت في فضائل علي # أعجب من هذين الحديثين، يا سليمان (حب علي إيمان وبغضه نفاق، لا يجب علياً إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا كافر)، فقلت: يا أمير المؤمنين، الأمان؟ قال: لك الأمان، قلت: فما تقول يا أمير