حكاية العجوز والفتاة
  العجوز الطيبة، قال الأب: لا بأس على رأيها هي مباركة ولا تحب مجامع النساء، لكن إذا كانت ستتفرج من الكشك فلا بأس، وقاطعت العجوز: أعدكم أنني ما أفارقها إلى أن ترجع. دعوها تروح عن نفسها ساعة إلى متى وهي مع الكتب والقراءة مغلقٌ عليها، أجاب القاضي ما رأيك يا بنتي؟ قالت: الرأي لكم أنت وأمي، فقال: لا بأس أن تحضري بعد العشاء ليلة الجمعة نصلي وتذهب معك وكوني حريصةً عليها لا تفارقيها، وفارقتهم قائلة سآتيكم ليلة الجمعة، وطاش عقل المسكينة لما قد أغرتها العجوز من وصف العروس وبنات الإمام، والترايب اللواتي من ورائها، وانتظرت الفتاة بفارغ الصبر تحسب لياليها وأيامها وساعاتها ودقائقها، ولم تدر ما وراء تلك العجوز من البلاء والجرائم، وجاءت ليلة الجمعة وحضرت العجوز على الموعد، وقرعت الباب بعد أن رأتها الفتاة من النافذة فانطلقت حتى كادت تقفز من جرف المفرج، وفتحت لها ورحبت بها وسهلت. قالت العجوز: هل لبستِ أسرعي فالبسي أحسن ما عندك من الثياب؛ لتكوني أحسن البنات الحاضرات، فأسرعت البنت ولبست أحسن ما معها، وقد كانت تجهزت من قبل بالحمام والحنا والنقش والكحل المتعارف به عندهم، ولما أصلحت من نفسها دخلت على أبيها وأمها، قال الأب: ما شاء الله أحسن من بنات الترك، هل جاءت العجوز؟ قالت الأم: نعم جاءت وسبحان الله ما أطيب هذه العجوز لا ترفع رجلها ولا تطرحها إلا ذكرت الله، فقال الأب والأم مع السلامة يا قرة العين الله يهنئ من أنت من نصيبه، وقامت الأم لتؤكد على العجوز، وعلى ابنتها أن لا تتأخر عن الساعة السادسة أو قبل منتصف الليل وقابلتها العجوز اطمئنوا فسأرجعها بعد أن تنظر إلى العروس، وبعد أن ترقص مع البنات أمثالها، فسمعها الأب وخرج من غرفته قائلا: لا لا ابنتي لا تعرف