طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية العجوز والفتاة

صفحة 85 - الجزء 1

  بدون العجوز عند ما عرفن أني كريم، وأني طيب معهن وأحب الجمال، وأقول لك ما قد رأيت مثلك بالحسن والجمال، وهذه العجوز قد أعطيتها من الدراهم والدنانير بغير حساب، وقد صارت من الأغنياء، وإنها تواعدني بك منذ أكثر من سنة وقد أعطيت أكثر من خمسمائة دينار من أجلك خاصة، كيس مليء بالذهب لما وصفت لي هذا الجمال والحسن البديع الذي جعله الله فيك، واطمئني فعلى الموعد تعودين إلى بيتكم بعد منتصف الليل بعد أن نكون جميعاً قد ارتحنا، وربما تتألف القلوب فتأتيني بك العجوز في كل جمعه، لقد انتظرت وانتظرت وحاولت أكثر من عشرين مرة، والعجوز تعدني بك وتختلف، إنني في شوق كبير لما وصفوا لي الناس ووصفت لي العجوز. اسكتي يا هذه فسأعطيكِ كل ما أملك مقابل بسمة واحدة، ولم تكف الفتاة عن البكاء والنحيب، وهو يقبل ويداعب ويغمز. وقدم لها أجمل أنواع الحلوى والمسكّرات منه طبق قد كتب عليه اسمها، ولم ترق لها دمعة، ولم يهدأ لها صوت، وهي تقول: اتق الله، راقب الله، خاف الله، حرام عليك، وتقول لنفسها: أنفعل المنكر، أنغضب الله؟ أنعصي الله؟ أنفعل الحرام؟ أأعصي أبي وأمي، أتفعل بي العجوز هذا الفعل الشنيع الذي لا يفعله أحد، ماذا سنلقى من العذاب؟ ماذا سنلقى من الحساب؟ ماذا سألقى والدي ووالدتي وإخواني به؟ يا ويلاه يا ويلاه يا الله يا الله يا الله صدقنا تسبيح العجوز ولم نعرف أنها قوّادة. وهو يقبل ويداعب ويغمزها في كل مكان من جسمها، ولم تمكنه من شيء مما يريد، وهو يقول: اطمئني لست وحدك، لقد جاءت العجوز بأكثر من عشرين بنتاً أبكاراً، ومثلما فعلت لك العجوز ترجعهن بيوت أهليهن على الوعد لا يطلع أحد.

  واستمر العراك بينها وبينه أكثر من أربع ساعات حتى تمزقت ثيابها، وتناثرت