طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طريفة من جارية فصيحة

صفحة 348 - الجزء 1

  حكاية الأعرابي الذي وفد على عمر

  حكي أن أعرابياً أتى عمر بن الخطاب فقال:

  يا عمر الخير جزيت الجنة ... اكس بناتي وأمهنه

  وكن لنا من الزمان جنة ... أقسم بالله لتفعلنه

  فقال عمر: فإن لم أفعل يكون ماذا؟ فقال:

  إذن أبا حفص لأذهبنه

  فقال: فإذا ذهبت يكون ماذا؟ فقال:

  تكون عن حالي لتسألنه ... يوم تكون الأعطيات هنه

  وموقف المسئول بينهنه ... إما إلى نارٍ وإما جنة

  فبكى عمر حتى اخضلت لحيته ثم قال: يا غلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشعره أما والله لا أملك غيره.

طريفة من جارية فصيحة

  عن بعض علماء أهل اللغة أنه رأى في تطوافه بالبادية جارية خُماسية فصيحة فأعجبته فصاحتها وبراعتها، فقال لها: قاتلك الله ما أفصحك فقالت له: أوتعد هذا فصاحة بعد قول الله - سبحانه وتعالى -: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ٧}⁣[القصص] فجمع في آية واحدة بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبشارتين.