فصل
  (علماء الأمة) انما هو لما ذكر من المصالح الراجحة في تقوية.
  أمر الدين مع تحرير النيات الصالحة التي لم يكن فيها شيء من الفخر والمباهاة وطلب شيء من الدنيا كالرياء والسمعة وطلب الجاه ونحو ذلك (وأما قوله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ٣٢}[النجم] (فالمراد لا تحكموا لها بالطهارة من كل ذنب) وتقطعوا بنجاتها اذ مراد الله تعالى ان يكون المرء في هذه الدنيا بين الخوف والرجاء لما تحت ذلك من الحكم والمصلحة التي منها لزومه للأعمال الصالحات وتركه للمقبحات واللجاء الى الله تعالى في كل الحالات (ومن المحسنات لهذا القبيل) وهو اظهار نعم الله تعالى (أرهاب أعداء الله وايغار صدورهم) لقوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٠] قال ÷ «هي الرمي» رواه مسلم وفي رواية قالها ثلاثاً وفي الكشاف: كل ما يتقوى به في الحرب من عددها وفي روح العلوم: ولعل منها المساجد والبرك وسائر المصالح والقوة المعنوية بل ربما كانت المعنوية أبلغ ومنها التأليفات والازدياد من الخصال الحسنة كالسخاء والصبر وحسن الاخلاق والرياضات في محاسن الخصال من فعل وترك وسعة العلم في الدين والدنيا وقس.
  قلت: وأيضاً كل ما فيه رضوان الله تعالى فإنه من أهم قوة الظاهر لقوله تعالى: (وما النصر إلا من عند الله؟ وقوله «ان تنصروا الله ينصركم، ونحو ذلك وفي شرح الآيات دلت بدلالة النص على انه يحسن فعل كل ما فيه