فصل
  ارهاب من تفضيض(١) السروج واتخاذ الطبول والرايات ولباس الحرير وغير ذلك قلت: لكن لما كانت النفس تميل الى ذلك فيحتاج الفاعل لذلك إلى تخليص النية ومجاهدة النفس أن يكون لما يوافق مراد الله تعالى لا لغيره (ولا من التكبر أيضاً تهيؤ الامام بقيام الخدم على رأسه وضرب الحجاب على بابه واتخاذ من يلبسه نعليه وينزعها عنه وعدم المنع من تقبيل قدمه لقصد المصلحة في ذلك كله اذ قد ورد مثله عنه ÷ والاعمال بالنيات) وذلك لما تحت هيبة الامام من مصالح المسلمين والاسلام والارهاب البليغ على الاعداء والطغام(٢).
  ولما كانت درجة الامام الكامل الشروط عند الله رفيعة لأن تكليفه الاكبر لا يطيقه غيره ومن التكليف مجاهدة نفسه بالتواضع لله تعالى واخلاص النية في كل شيء ومع التأهيل له من الله تعالى والمواظبة على مجاهدة نفسه يزول عنه ما يخطر في ذهن المطلع على ما هو فيه حتى لا يخطر ببال الامام شيء مما يظنه غيره من الجهال بل يزيده ما ذكر تواضعاً لله لعمله بعلمه اذ بفعل ما تقدم يذكر المشروع من التواضع كا فعل رسول الله ÷ عند دخوله مكة يوم الفتح حين طأطأ رأسه وأيضاً فأنه لا يكون من التكبر المذموم إلا ما قصد به الارتفاع في الدنيا وعلى ذلك يحمل قول الله تعالى {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ
(١) ولجام مفضض أي مرصع انتهى مختار.
(٢) اوغاد الناس انتهى المختار.