رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 119 - الجزء 1

  عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ٨٣}⁣[القصص] ولعلهم أئمة أهل البيت المخلصين $ ومن تابعهم واهتدى بهديهم الى يوم الدين فليس المراد الممقوت إلا أرادة العلو في الدنيا كما قال الله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ١٥ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٦}⁣[هود] وعلى ذلك يحمل قول رسول الله ÷ «من أحب أن يقام في وجهه فليتبوأ مقعده من النار» وفي حديث «من أحب أن يمثل له الرجال صفوفاً فليتبوأ مقعده من النار» وعلى الجملة فمن أراد النجاة في الدارين والفوز بالخلود في الرفيق الأعلى فعليه بتتبع أخلاق رسول الله ÷ والحرص على ما أمكنه الاقتداء به.

  روي عن عائشة انها قالت: كان خلقه القرآن في تفسير قول الله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم] ولقد كان ÷ مخصوصاً من الله بأشرف الخصال وأحسن الشمائل وأطيب المعاشرة ولين الجانب وبذل المعروف واطعام الطعام وافشاء السلام وعيادة المرضى وحسن الجوار واجابة الدعوة والعفو والاصلاح والجود والكرم والسماحة وكظم الغيظ واجتناب ما يحرم من اللهو في الباطل والغناء والمعازف⁣(⁣١) كلها وكل ذي وتر⁣(⁣٢) والكذب والغيبة


(١) المعازف الملاهي والعازف اللاعب بها والمغني انتهى مختار.

(٢) الوتر بالكسر الفرد وبالفتح الحقد والعداوة انتهى مختار.