فصل
  الانتصار بالمشركين على المشركين فأبى وهو في حاجة ضرورة الى النصرة ووجد قتيلا من أفضل أصحابه بين اليهود فلم يزد على الحق بل وداه بمائة ناقة من عنده مع حاجة أصحابه الماسة وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع وكان يأكل ما حضره من الحلال لا يتخير مطعاً البتة ولا يأكل متكئاً ولا على خوان(١) منديله باطن قدمه ولا يشبع من خبز ثلاثة أيام متوالية حتى لقي الله ايثاراً على نفسه لا فقرأ ولا بخلا يجيب الوليمة أشد الناس تواضعاً وأسكنهم من دون تكبر وأبلغهم من دون تطاول وأحسنهم بشراً لا يهوله شيء من الأمور الدنيوية يلبس ما وجد فمرة شملة ومرة بردحبرة يمانياً وهو ما ليس وسطه مخيطاً من شقتين ومرة جبة صوف يتختم بالورق الأكثر في خنصره الايمن ومرة في خنصره الايسر يركب ما وجد فرساً أو بعيراً أو بغلة أو حماراً وتارة يمشي راجلا حافياً بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة يحب الطيب ويكره الرائحة الخبيثة ويجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ويتألف أهل الشرف بالبر لهم فهذه جملة من أخلاقه الطيبة على جهة الاجمال ذكر معنى ذلك الامام المؤيد بالله يحيى بن حمزة # ثم أردفه بالتفصيل في تصفيته فصلوات الله وسلامه على سيدنا محمد وآله آمين.
(١) الخوان بالكسر الذي يأكل عليه انتهى مختار.