رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

باب

صفحة 124 - الجزء 1

  الحال والماضي والاستقبال وكيف حين يمزقها⁣(⁣١) التراب والبلاء⁣(⁣٢) في القبر.

  الثاني: العجب بالقوة والبطش كما حكى الله عن قوم عاد {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}⁣[فصلت: ١٥] و كما حكى عن عوج بن عنق حين اعجب بقوته فأقتلع جبلاً ليطبقه على قوم موسى فثقبه الله تعالى في عنقه فصار فيه كالخرزة المعلقة وعلاجه بأن يذكر أن حمى ساعة توهنه فضلاً عن ليلة وتولمه القملة ونحوها ولو سلبه الذباب شيئاً ما وصل اليه.

  الثالث: العجب بالعقل والكياسة والفطانة⁣(⁣٣) للدقائق فعلاجه انه يعلم أنه لم يؤت من العلم إلا قليلا ولو أصاب دماغه أدنى ألم من برد أو نحوه كيف يصير مع ذلك فاللائق به شكر الله المنعم عليه بسوابغ⁣(⁣٤) النعم وأن يستعمل التفكر في مخلوقات الله ليستدل بها على عظمة الله فقد ورد ان التفكر نصف العبادة.

  الرابع: العجب بالحسب⁣(⁣٥) والنسب كما يكون في أهل الانساب الرفيعة فيظن أنه ينجو بها وانه لغرور عظيم لقول الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}⁣[الحجرات: ١٣] وقول رسول الله ÷ «يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً - ولغيرهم حتى قال -


(١) المزق القطع من الثوب انتهى مختار،

(٢) وهو كثرة المكث في القبر.

(٣) الفطنة الفهم انتهى مختار.

(٤) وسبغت النعمة اتسعت انتهى مختار.

(٥) والحسب ما يعده الانسان من مفاخر آبائه انتهى مختار.