رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

باب

صفحة 126 - الجزء 1

  رأسك، فرفعت رأسي فاذا رجل عليه ثياب جدد ثم قال: ارفع رأسك، فاذا رجل عليه خلقان أي ثياب خلقة بالية فقال يا أبا ذر: هذا عند الله خير من ملء الأرض من هذا» وعلاجه أن يتفكر المرء في كثرة آفات المال وكثرة حقوقه وعظم غوائله والاشتغال به عن عبادة الله التي خلق لها وان الله تعالى يعطيها أعداءه في الدنيا فهي كلا شيء إلا ما أريد به وجه الانفاق في رضاه.

  الثامن: الاعجاب بالرأي الخطأ كا قال الله تعالى {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}⁣[فاطر: ٨] وقال {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ⁣(⁣٢) صُنْعًا ١٠٤}⁣[الكهف] وأخبر رسول الله ÷ «ان ذلك يغلب على آخر الأمة وبذلك هلك من هلك من أهل البدع والأهواء وأيضاً فإن علاجه عسير اذ لا يشعر صاحبه بما هو الخطأ كما قيل:

  ومن أعجب الأشياء أنك لا تدري ... بأنك لا تدري بأنك لا تدري

  وإنما علاجه على الجملة أن يكون متهماً لرأيه أبدأ فلا يغتر به وألا يصغي⁣(⁣٣) الى الاختلاف في المذاهب وسماعها


(١) والغوائل الدواهي انتهى مختار.

(٢) أي يعملون عملا صالحاً انتهى مقباس.

(٣) أي يميل انتهى مقباس.