باب
  المعصية غير مريد أن يراها غيره فيثني عليه) من دون ارادة له حال فعلها (فهو مخلص قطعاً) لأن ما عليه سوى عدم الارادة عند الفعل واذا عرض له من تسويلات(١) النفس أو الشيطان شيء فلا عليه الا المجاهدة لنفسه يجد واجتهاد نظراً الى عظم خطر الرياء وأحباط العمل بأن تنقلب الطاعة معصية ان لم يجاهد نفسه كما يجب عليه (سيما اذا اجتهد في كتمانها) حسب الحال (فمن البعيد أن يجتهد فيه) أي في الكتمان (مع أرادة الاطلاع) على ذلك اذ لا يجتمع الضدان عند الفعل أرادة الكتمان والاطلاع (فلو انه خطر بباله محبة أن يطلع عليه مع الاجتهاد في الكتم) بصدق نية يعلمها الله تعالى فليس برياء) شرعي يعاقب عليه (لأن الوساوس في شهوات النفس) والهوى والشيطان (لا يمكن) العبد (الاحتراز عنها) الكلي بحيث لا تخطر بباله (بل الواجب عليه المدافعة) لها عند أن يخطر بباله (وقد دافع بتحري الكتم) بمستطاعه حسب الحال (هذا ما لم يقع) من العبد (فيه) أي في فعل ذلك العمل الذي يريد به وجه الله ø (سبب) لأرادة (الاطلاع) عليه (كرفع صوت بتلاوة ونحوه) كما سيأتي في بيان ما يقع به الرياء (فإن فعل) العبد ذلك مريد للاطلاع ونحوه (فرياء) لا شك فيه
(١) اي تزيينها له انتهى مختار.