فصل
  والسكون(١) وتحريك الشفاه بالأذكار في المحاضر هذا من أهل الدين.
  وأما أهل الدنيا فبإظهار الكرم والتبختر في المشي و تحريك اليدين والأخذ بأطراف الثياب لأسبالها الى الأرض وكثرة الاصحاب والأعوان والزوار والخلطاء والتلاميذ وكل ذلك أن أراد به الرياء محظور يعاقب العبد عليه وماذا عليه أن يخلص نيته في كل أعماله ويجاهد نفسه حق جهادها ويصفي أعماله عن كل ما يشوبها لينال بها السعادة الآخروية ممن بيده الضر والنفع واليه الملجأ والمصير.
  القسم الثاني: المرايا لأجله، أعلم أن المرائي لا يرائي إلا لأدراك شيء كمال أو جاه أو أي غرض له في نفسه يدركه من الغير.
  وله درجات ثلاث: أولها أغلظها وأشدها وهي تكون مقصودة التمكن من معصية الله تعالى كالذي يرائي بالأمور الدينية واظهار خصال التقوى والورع وغرضه أن يعرف بذلك ليتولى القضاء والأوقاف وأموال الوصايا والايتام ليأخذها ويأكلها.
  والدرجة الثانية: أن يقصد نيل حظ مباح من الدنيا كمال أو نكاح بامرأة جميلة أو شريفة فيشتغل بالوعظ واظهار العلم لتبذل له الأموال ويرغب في انكاحه ونحو ذلك.
  الدرجة الثالثة أن يقصد بعمله ليقرب عند الملوك ليتوصل الى حظ من حظوظ الدنيا أي حظ كان.
  الدرجة الرابعة: أن يقصد بفعله الثواب ولكنه يشاركه الرياء فلو كان في الخلوة لكان لا يفعله فيكون الحامل له الرياء أكثر فهذا من الرياء كا تقدم.
(١) عطف تفسير للهدوء ويقال هدأ اذا سكن انتهى.