فصل في علاج الرياء
  الدرجة الخامسة: أن لا يقصد بذلك إلا وجه الله فيعرض له الرياء في خلال ذلك العمل فإن دافعه يجهده فما عليه إلا ذلك وإن لم يجاهده فلعله يفسد من عمله ما ترك فيه المجاهدة فقط ولا يحبط جميع عمله لكنه ينقص من عمله ويعاقب على قدر ما قصد فيه من الرياء ويثاب فيما قصد فيه الثواب فإن تساويا في الباعث فلا له ولا عليه.
  ذكر معنى ذلك الامام المؤيد بالله يحيى بن حمزة عادت بركاته.
فصل في علاج الرياء
  وإنما يكون بالعلم والعمل فأولا أن يعلم علماً قاطعاً أنه لا يصل اليه شيء مما يريده إلا بأذن الله تعالى ومشيئته اذ أزمة(١) الأمور كلها بيده وقد قال الله تعالى لرسوله ÷ {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}[الأعراف: ١٨٨] فكيف يرجو العبد نفعاًمن غير الله تعالى بعد أن يسمع هذه الآية الكريمة فمع هذا يحق عليه أن يخلص عمله لله تعالى الذي بيده النفع والضر ولا يلتفت الى احد من خلقه اذ كل محتاج في كل لحظة الى ربه جل وعلا؛ فإنه لا ينفع
(١) وازمة الزمان اشتد بالقحط والأزمة اسم منه وازم ازما من باب تعب انتهى مفتاح.