رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 18 - الجزء 1

  نعيمها أبد الآبدين مع ان صبرهم على حسن أداء ما كلفوه وأنه ما يطيقون⁣(⁣١) مدة يسيرة جداً بل هي أقصر المدالمدد بالنسبة الى الماضي والابد (وذكر السبب في غفلة العبد حال قيامه لمناجاة ملك السماوات والأرض) يعني في الصلوات والدعاء كيف لا يحضر قلبه ويعلم أنه يناجي من لا تحيط بعظمته الافهام والبصائر بل ولا بجميع مخلوقاته فإنه قد ورد ان الله سبعين ألف عالم السماوات والأرض وما فيها عالم واحد ومن وراء ذلك قوله تعالى {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨}⁣[النحل] (مع علمه أنه حاضر لديه ورقيب عليه) يعلم باطنه وظاهره وسره وعلانيته كما قال تعالى {يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ٣}⁣[الأنعام] وقال تعالى {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ١١٠}⁣[الأنبياء] وقال {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ٧}⁣[الأعلى] (وأما الفصلان فالأول منها في ما ينبغي للعبد تجنبه من الخلائق الذميمة) فمنه ما يجب تجنبه - وجوباً متحتماً ومنه ما يندب (و) الفصل (الثاني فيما يليق به) أي بالعبد (ملازمته من الطرائق القويمة) فمنه ما يجب وجوباً متحتما ومنه ما يندب كما يأتي إن شاء الله (وأما الخاتمة) يعني خاتمة الكتاب ان شاء الله تعالى (ففيما يصلح به الحال) للعبد العامل به (ويحصل به الفوز في المآل) ان شاء الله تعالى برضا ذي الجلال الذي هو غاية المطلوب دع عنك كل مرغوب ومرهوب (من ذكر


(١) كذا بالأصل.