رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 156 - الجزء 1

  المحاورات فينبغي ان يقتصر في كل شيء على مقصوده ومقصود الكلام الفهم للأغراض وما وراء ذلك تصنع⁣(⁣١) ولا يدخل في هذا تحسين ألفاظ الخطب والمواعظ والتذكير من غير افراط ولا تطلب لغرائب الكلام لأن المقصود انما هو تحريك القلوب وتشويقها وقبضها وبسطها ولا شك أن لرشاقة⁣(⁣٢) الألفاظ تأثيراً فيه وهو لائق بهذا المقام.

  وأما في غير ذلك فلا يليق كالمحاورات في قضاء الحاجات فلا يليق التكليف للاسماع ونحوها اذا كان الباعث عليه الرياء واظهار الفصاحة والمباهاة بالبراعة (أما لو قصد بتوخي أي تحري الكلام البليغ ان يقع في النفوس ويؤدي المعنى المراد بكماله لا ليقال انه بليغ فلا كلام في حسنه بل في ندبه) فيثاب فاعله عليه ان حسنت نيته اذ الاعمال بالنيات (قيل وفي قوله ÷ «ان من البيان لسحرا» أي يأخذ في القلوب ويعمل فيها عمل السحر) وهو في بعض المقامات محمود يوصل فاعله عند الله اعلى الدرجات مع النيات الصالحات كما روي عن النبي ÷ «ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات في الجنة وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم» رواه مالك والبخاري واللفظ له والنسائي والحاكم وقال صحيح على


(١) تصنع تكلف انتهى مختار.

(٢) اي حسنه.