فصل
  شرط مسلم ولفظه «ان الرجل ليتكلم بالكلمة ما يظن أن تبلغ ما بلغت يهوى بها سبعين خريفاً» وعن بلال ابن الحارث المزني أن رسول الله ÷ قال «ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بها رضوانه الى يوم يلقاه وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه الى يوم يلقاه» رواه مالك والترمذي وقال حديث حسن صحيح (تنبيه على ان توخي ابلغ الفصاحة لهذا القصد مندوب فائدة قد يحسن من العالم الخامل ما صورته صورة المباهاة) ومع نيته الصالحة المجاهدة لنفسه وهو لا يريد المباهاة وانما قصده المصلحة العظمى للثواب له في الآخرة ومنفعة غيره من العباد واذا ترك ذلك فقده (وهو ان يعتني بأظهار علمه بنحو ان يتكلم في المجامع بالمسائل الغامضة ويتظهر بالتدريس ونحو ذلك) مع تحرير نيته وخلوص طويته انه لا يفعل ذلك إلا (ليقصده الناس فيقع الانتفاع بعلمه والاستفادة منه لأن هذانوع من الأمر بالمعروف) فإن لم يكن يقوم غيره بذلك فقد يجب لأنه يجب عليه التعليم ويجب على من جهل التعلم فكيف من باب النهي عن المنكر ومع سكوته يكون من كتم العلم وعدم التبليغ عن الله ورسوله وذلك من أهم الواجبات لما ورد فيه كتاباً وسنة قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ