رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 160 - الجزء 1

  البوائق) يعني أن النفس تميل الى التعزز والتشرف على الغير حتى يرى العبد لنفسه مرتبة فوق ما يستحق من دون شعور له بذلك فعلى المرء أن يتهم نفسه في مثل هذا ولا يغتر فإنه مما يدق على من لم يتنبه له والبوائق لعلها الخطايا قال # (وقد يلبس الشيطان على الانسان فيخيل له انه يفعل الفعل على الوجه الحسن) (المتقدم ذكره ويغفل أنه لا ينال ذلك إلا بحسن النية واخلاصها لله تعالى وتطهير السريرة من كل رذيلة فمع غفوله قد يعتقد حسن فعله (وهو في الحقيقة على الوجه المستفبح) وما ذاك إلا (لخبث الطباع وطموح الجبلة والغرائز الى طلب الشرف والرفعة فالحذر من الاغترار) قلت وهكذا في كل ما مر ويأتي فإن على العبد الانتباه لمثل ما ذكره الامام # ولذا كان هذا هو الجهاد الاكبر.

  (تنبيه * لو قصد باظهار علمه بعث الناس على مواساته بما يقوم بعائلته ويسد به فاقته من الحقوق التي تسوغ) كل بحسب ما يليق به ويحل له تناوله (أو من خالص الأموال فالأقرب التحريم لانخراطه في سلك التكسب بالطاعات ويحتمل الجواز اذا تعرى عن قصد الشرف كتجويز الانتصاب للقضاء لما يعود تسببه بما يقوم بمؤنته والأول أظهر) اذ هو من طلب الدنيا بعمل الآخرة وقد تقدم في ذلك النهي عنه فيحق على من أراد ذلك أن يخلص نيته لله تعالى ويتكل في رزقه عليه وأن يجعل له