فصل
  وقتاً لطلب الرزق بغير عمل الآخرة وان قل فذلك حسن لما قد ورد مثل «اجملوا في الطلب واعملوا للمنقلب» مع الله ø متكفل بالأرزاق كما قال عز من قائل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: ٢ - ٣] فمن انقطع الى الله كفاه الله كل مؤنةوانما يشغل طلب الازدياد من الفضلات كا قيل:
  وإذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الاجساد
  (ومن المكاثرة التفاخر بالأباء والاولاد والاجداد والاقارب الذين شرفوا بالأمور الدنيوية) وقد تقدم شيء من ذلك وهذا مزيد (قال الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: ١٣]) وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ}[التوبة: ٢٤] الآية و (قال رسول الله ÷ «لينتهن أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا انما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده(١) الخرى بانفه ان الله أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالأباء انما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب» رواه أبو داود والترمذي والعيبة الكبر والفخر والنخوة) وفي الحقيقة لمن فكر بعقله وأنصف فإن الانتساب الى من هذا حاله من أهل الدنيا والبغي ونحوه خزي لا
(١) اي يدحرج الشرجين انتهى نهاية والسرجين الزبل كلمة اعجمية أنتهى مصباح والخرا رجيع الانسان.