رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

المقدمة

صفحة 21 - الجزء 1

المقدمة

  وقد مر تفسيرها (وهي) أي المقدمة (قسمان) انما يجعل المؤلفون الابحاث أقساماً ونحوها لاختلاف أنواعها وأعانة للطالب على حفظها وضبطها في ذهنه وتأملها فتأمل تحفظ ان شاء الله تعالى وترشد فتفوز بعون الله تعالى (القسم الأول) في ذكر سبب الغفلة عن الموت (اعلم ان الذي يقضى منه العجب) حقيقة العجب انفعال في النفس يحصل عند حدوث أمر خفي سببه فلما خفي سبب (حال الانسان في غفلته عن الاهتمام بأمر الموت وعدم الروعة⁣(⁣١) منه مع تيقن انه لا بد له منه وأنه في حال السعي اليه لا يفتر عن ذلك لحظة) حصل العجب من تلك الغفلة إذ من شأن كل عاقل أن يستعد لكل ما يظن أن ينزل به من المخاوف حق الاستعداد ويتوقاه كل التوقي ويهيئ له ما ينفعه عند نزوله الظن أو الشك فكيف مع اليقين الصادق الذي لا ينتفي بشك ولا شبهة أن لا محيص له عنه وعدم الامان من هجومه في كل لحظة اذ لا يشعر متى يكون مع القدرة على الاهتمام بتحصيل محتاجه عند نزوله وتيسر ذلك على كل حال


(١) الروعة الفزعة انتهى. مختار.