فصل
  ما لم تنتهك(١) محارم الله فاذا انتهك من محارم الله شيء كان أشدهم في ذلك غضباً وما خير بين أمرين الا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثماً وقال ÷ لعقبة بن عامر «ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك» وقال ÷ «قال موسى يا رب أي عبادك أعز عليك قال الذي اذا قدر عفا» ذكر هذه الأحاديث في التصفية للمؤيد بالله يحيى ابن حمزة # ... وفي المنذري عن ابن عباس ¥ في قوله تعالى {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[فصلت: ٣٤] قال الصبر عند الغضب والعفو عند الاساءة فاذا فعلوا عصمهم الله وخضع لهم عدوهم) ذكره البخاري تعليقاً.
  وعن أبن عباس ¥ قال قال رسول الله ÷ «ثلاث من كن فيه آراه الله في كنفه(٢) وستر عليه برحمته وأدخله في محبته من اذا أعطى شكر واذا قدر غفر واذا غضب فتر» رواه الحاكم وقال صحيح الاسناد.
  وروي عن أنس قال: قال رسول الله ÷ «من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه ومن حفظ لسانه ستر الله عورته» رواه الطبراني في الاوسط.
  وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «ما من جرعة أعظم اجرأ عند الله من جرعة غيظ كظمها(٣) عبد ابتغاء وجه
(١) وانتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل انتهى مختار.
(٢) كنفه حاطه وهانه انتهى مختار.
(٣) كظمت الغيظ كظاً من باب ضرب وكظوماً امسكت على نفسك منه على صفح انتهى مصباح.