فصل
  (واعلم ان هذين النوعين) المذكورين (من الموالاة) لأعداء الله (والمعاداة) لأولياء الله (من أشنع القبائح) أي اخسها (واعظم الفضائح) المهلكة لصاحبها (اما الأول وهو موالاة أعداء الله يكفي في الزجر عنها) من كتاب الله ø وسيأتي ما ورد فيها من كلام رسوله ÷ (قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ}[المجادلة: ٢٢] الآية) {أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}[المجادلة: ٢٢] (وناهيك بهذه الآية قارعة وزاجرة) أي أن هذه الآية من أبلغ ما تقرع سامعها وتزجره وهي في النهاية من ذلك (لمن له اذن واعية) أي تعي ما سمعت (فإنه نفي عمن هذه خليقته) أي طريقته وسجيته (حقيقة الايمان قال جار الله) الزمخشري (في كشافه في تفسير قوله تعالى {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران: ٢٨] الآية نهوا أن يوالوا الكافرين لقرابة بينهم أو صداقة قبل الاسلام أو غير ذلك من الأسباب التي يتصادق بها ويتعاشر وكرر ذلك في القرآن) في مواضع كثيرة منه كقوله تعالى {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١] وقوله تعالى {لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ}[المائدة: ٥١] وقوله تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[المجادلة: ٢٢] الآية) قلت وكذا قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}[الممتحنة: ١] وغير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى (والمحبة في الله والبغض في الله باب عظيم وأصل من أصول الايمان) أي أساسه الذي ينبني عليه (وقال) جار الله ايضاً (في قوله تعالى في تلك الآية {وَمِنَ