فصل
  وروي عن معاذ بن أنس أنه سأل رسول الله ÷ عن أفضل الايمان قال: «ان تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله، قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: أن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك» رواه احمد وعن عمره بن الجموح ¥ أنه سمع النبي ÷ يقول «لا يجد العبد صريح أي علو الايمان حتى يحب لله تعالى ويبغض لله تعالى فإذا أحب لله تعالى وأبغض لله فقد استحق الولاية، رواه احمد.
  وأعلم أن الحب في الله والبغض فيه درجات أفضله وأعلاه أن يكون خالصاً لوجه الله لا لينال من المحبوب حظاً غيره لأن أصله وأساسه محبة الله تعالى فمن أحب الله تعالى وغلب على قلبه حبه واستولى عليه فإنه يتبعه حب كل افعاله وجميع ما كان من جهته جل وعلا فإن الرسول ÷ كان اذا وقع المطر استمطر وناله جسمه وقال هذا قريب العهد وإذا حصل من الفواكه باكورة مسح بها وجهه وأكرمها وقال انها حديثة بربها وسيأتي ما ورد في المتحابين في الله تعالى والآن نذكر ما يتعلق بالبغض فأعلم أن كل من أحب في الله تعالى فإنه لا بد أن يبغض في الله تعالى لأنك اذا احببت انساناً مثلا في الله تعالى فإنك لا تحبه إلا لتقربه الى الله بطاعته فإن كان عاصياً له فإنك تبغضه لبعده من الله تعالى بمعصيته فالأمران متلازمان كما ترى ثم أن أهل البغض هم أهل العداوة من الكفار والفساق فالكفار أنواع فالحربي مستحق للقتل والاسترقاق وأخذ ماله والمرتد مستحق للقتل وأما الذمي فلا يجوز ايذاؤه إلا.