رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 190 - الجزء 1

  بالاعراض عنه والتحقير والاهانة وأما المبتدع فإن كانت البدعة يكفر بها فأمره أشد من أمر الذمي لأنه لا يقر بجزية ولا له عقد ذمة وان كانت بدعته لا يكفر بها فأنه اخف من الكافر من جهة العقيدة وأشد منه لأن شره يتعدى الى من أجابه الى بدعته وأما المبتدع العامي الذي لا يقدر على الدعاء الى بدعته ولا يقتدى به فأمره أهون والأولى ارشاده باللين والنصيحة فإن قلوب العوام سريعة التقلب ويعرض عنه ان لم يقبل لأن في الأعراض زجراً له عن بدعته.

  هؤلاء المخالفون في العقيدة وأما المخالفون في العمل فهم على ثلاثة أنواع الأول أشدها وهو ما فيه ضرر على الناس كالظلم والغصب، وشهادة الزور والغيبة والنميمة ونحو ذلك فهؤلاء الأعراض عنهم وترك مخالطتهم والانقباض عنهم وطردهم وايحاشهم واجب لأن معصيتهم شديدة لايذاهم الخلق.

  النوع الثاني الفاسق بشرب مسكر أو أتيان فاحشة كالزنا وترك الصلاة فإنه اذا كملت شروط الحد عليه حد وجوباً فإن تاب وإلا وجب منعه وضربه وحبسه ونصيحته بالوعظ نحوه: النوع الثالث: الذي يكون عنايته في الدعاء الى الفسق والفجور وشرب المسكر والغناء فإن هذه معصية عظيمة لأنه يفسد على الناس أديانهم فالواجب اهانته والأعراض عنه والمقاطعة له حتى ينزع عن ذلك.

  ذكر معنى هذا كله الامام المؤيد بالله عادت بركاته (وأما الثاني فهو معاداة أولياء الله فناهيك بها خطة⁣(⁣١)


(١) بالكسر الطريق وهي ارض يختطها الرجل لم تكن لأحد قبله وبالضم الحالة والخصلة انتهى. مصباح.