فصل
  شنيعة(١)) أي خصلة بلغت النهاية في القبح (وخليقة فظيعة(٢)) أي طريقة اشتدت بشاعتها كيف (وقد ورد عنه ÷ «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرى لأخيه ما يرى لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه» أو كما قال) ÷ (وعنه ÷ من حديث طويل «ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله تعالى بالمحاربة» رواه معاذ وأخرجه ابن ماجة والحاكم وقال صحيح) وما تكون معاداة أولياء الله إلا ثمرة لموالاة أعداء الله وجهل ما أعد الله للمتحابين فيه وسيأتي ما ورد فيها.
  (تنبيه * اعلم أن الموالاة والمعاداة قد يكونان دينيتين كأن توالي الغير لكونه ولياً لله تعالى وتعاديه لكونه عدواً لله) فهذا هو مراد الله تعالى كما تقدم لأن المعتبر هو أمر الدين الذي ينبني الخلود في الآخرة عليه اما في نعيم مقيم أو في عذاب اليم نعوذ بالله منه ونسأله رضوانه (فإن لم يكونا كذلك) أي الموالاة والمعاداة في الدين (فدنيويتان نحو ان تحب له الخير لقرابة) في نسب (أو نفع منه) أي نفع كان من أمور الدنيا (و) يريد له (الشر لمضرة صدرت منه أو نحو ذلك) أي مضرة كانت (والمحرم في حق أعداء الله من كافر وفاسق هو الموالاة الدينية فقط) وقد تقدمت كيفية الموالاة والمعاداة الدينية والدنيوية فقال
(١) شنع الشيء بالضم شناعة قبح فهو شنيع والجمع شنع مثل بريد وبرد انتهى مختار.
(٢) قطع الأمر فظاعة جاوز الحد في القبح فهو فظيع وأفظع الرجل بالبنا للمفعول نزل به امر شديد ا انتهى. مصباح.