المقدمة
  وجعله حجة عليه هل يعلم أن هذا حق فكيف لا يقبل على الله تعالى بالتوبة والتخلص عما له وعليه من حينه من دون أن تغره نفسه وشياطينه بالتسويف فيجد على نفسه ومناواتها بالجهاد ليظفر بالسعادة الأبدية والرضوان عن ربه أبدأ سرمداً (عن ابن عباس ¥ أنه كان اذا قرأ {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ٨٤}[مريم] بكى وقال: آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخول قبرك) ذكره في الكشاف كما هنا وقال في تفسير الآية: أيام محصورة وأنفاس معدودة كأنها في سرعة تقضيها الساعة التي تعد فيها لو عددت ونحوها قوله تعالى {وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ}[الأحقاف: ٣٥] وعن ابن السماك وقد قرأها: اذا كانت الانفاس بالعدد ولم يكن لها مدد(١) فما أسرع ما تنفد) وقد قال رسول الله ÷ «اكثروا من ذكر هادم اللذات»(٢) أي نغصوا به لذاتكم لتتركوها وتقبلوا على الله فتفلحوا (ويقال أن أنفاس ابن آدم ما بين اليوم والليلة) يعني فيها (أربعة وعشرون الف نفس في اليوم اثنا عشر الفاً وفي الليلة اثنا عشر الفاً) وقالت عائشة: يا رسول الله، هل
(١) مذه فأمتد من باب رد المادة الزيادة المتصلة انتهى المختار.
(٢) اخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة وابو نعيم في الحلية عن ابن عمر والحاكم في المستدرك والبيهقي عن أبي هريرة والطبراني في الاوسط وأبو نعيم في الحلية والبيهقي عن أنس.