رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 194 - الجزء 1

  يجب تجنبه وأما موالاة المؤمن ومحبته فقال الامام # (والمحرم في حق المؤمن هو المعاداة مطلقاً دينيها ودنيويها) وأعلم أنه ورد في المحبة في الله الخالصة لوجهه ما لم يرد في غيرها من ذلك ما ذكره الامام المؤيد بالله يحيى بن حمزة في كتابه النصفية فقال: اعلم أن الألفة والصحبة ثمرة حسن الخلق والمنافرة والتفرق ثمرة سوء الخلق فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف وسوء الخلق و عكسه وقد قال الله تعالى مظهراً نعمته على خلقه بمنة الألفة {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}⁣[الأنفال: ٦٣] وقال: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}⁣[آل عمران: ١٠٣] أي بالألفة ثم ذم التفرقة فزجر عنها فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}⁣[آل عمران: ١٠٣] الى قوله {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ١٠٣}⁣[آل عمران] وقال ÷ «ان أقربكم مني مجالس يوم القيامة الذين يألفون ويؤلفون» وقال في الثناء على الأخوة في الدين: «من أراد الله به خيراً رزقه خليلاً صالحاً إن نسي ذكره وان ذكر أعانه» وقال ÷: «المؤمن⁣(⁣١) إ لف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» وقال ÷ «مثل الأخوين اذا التقيا كمثل اليدين تغسل احداهما الأخرى وما التقى مؤمنان قط إلا أفاد الله احدهما من صاحبه خيراً» وقال في الترغيب في


(١) اخرجه الدارقطني في الأمراء والضياء في المختارة عن جابر ولفظه المؤمن بألف ومؤلف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس انفعهم للناس.