فصل
  $ قال الله تعالى {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٤١}[الحج] وفي حديث «ان من ورائكم فتنا كقطع الليل المظلم للمتمسك(١) فيها بمثل الذي أنتم عليه أجر خمسين منكم قيل بل منهم يا رسول الله فقال بل منكم لانكم تجدون على الخير أعواناً وهم لا يجدون عليه أعوانا» وقال ÷ «ان الله لا يعذب الخاصة بذنوب العامة حتى يرى المنكر بين أظهرهم وهم قادرون على ان ينكروه فلا ينكروه» وجملة درجاتها ثمان درجات:
  الاولى التعرف والتجسس فهذا منهى عنه.
  الدرجة الثانية اذا ظهر المنكر وجب التبليغ بتحريمه والتعريف بوجوبه لمن جهل ما يحرم وما يجب.
  الدرجة الثالثة الامر والنهي بالوعظ والنصح والتخويف بالله والوعيد، والترغيب بالوعد الواردين في الشريعة الغراء أولا باللين.
  الدرجة الرابعة ان لم يؤثر ما ذكرناه فيكون بالغلظة والتعنيف من دون فحش في القول.
  الدرجة الخامسة التغيير باليد ككسر آلات الملاهي واراقة الخمور والاخراج من الدار المغصوبة ونحو ذلك.
  الدرجة السادسة التهديد والتخويف بالحبس والضرب والقتل كل شيء بمقتضاه.
  الدرجة السابعة المباشرة بالضرب ونحوه بقدر ما
(١) أي المحافظ على دينه مع مجانبته لأهل المعاصي وعدم رضاه لما يصدر منهم وعدم رد قدرته على ازالة ما يفعلونه وعدم قدرته على الهجرة اذا كانت لهم شوكة والله سبحانه اعلم.