رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 214 - الجزء 1

  الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ⁣(⁣١) فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٩٧}⁣[النساء] وقال عز قائلا {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا⁣(⁣٢) كَثِيرًا وَسَعَةً}⁣[النساء: ١٠٠] وغير ذلك من الآيات.

  ولقول النبي ÷ «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل وظاهر هذا سواء كان الانتقال كثيراً أو قليلا الى ما يأمن فيه على دينه» وعن النبي ÷ «من فر بدينه من أرض الى أرض وان كان شبراً استوجبت له الجنة وكان رفيق أبيه ابراهيم ونبيه محمد ÷ فيدخل في هذا من يقوم من مجلس إلى مجلس آخر لما يعرض في الاول من أي محظور» وأما الخواص فقال الامام # (والغلظة عليه خاصة الاضطرار الى مخالفته كزوجة وخادم فاسقين لاجماع السلف على جواز ذلك مع الانكار حسب الامكان) لان الاحوال تختلف باختلاف الاشخاص والاوقات، ونحو ذلك.

  (تنبيه * لا بأس باطعام الفاسق وأكل طعامه ونحو الاختلاط) مثل النزول عليه وانزاله واعانته وايناسه ومحبته لخصال خير فيه أو لرحمه لا لما هو عليه (مع اظهار كراهة فعله) للمنكر الذي يرتكبه (والقيام بموجب الانكار


(١) أي مقهورين ذليلين في الأرض انتهى مقياس.

(٢) محولا وملجأ انتهى مقباس.