رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 215 - الجزء 1

  عليه) حسب الحال مع نظر جلب المصلحة ودفع المفسدة فانها تختلف الاحوال فان كانت تحرك فتنة تتعدى الى الغير أو نقص في الدين فعل ما لا يؤدي الى ذلك وان كانت المضرة على الأمر الناهي فقد تقدم في الشروط فلا يجب بل يندب، ولقد كانت عادة السلف الصالح التصريح بالانكار من غير مبالاة بهلاك المهج رغبة فيما عند الله واعزازاً لدينه وعلما منهم بأن ذلك شهادة قال الرسول ÷ «خير الشهداء حمزة وجعفر ثم رجل قام الى ظالم فأمره ونهاه فقتله على ذلك» وقال الرسول ÷ «أفضل الجهاد كلمة حق بين يدي سلطان جائر» وكم وكم من السلف الصالح بذل نفسه في ذلك في قصص كثيرة ذكرها الامام المؤيد بالله في كتابه التصفية منها حكى الاصمعي قال: دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك بن مروان وهو جالس على سريره وحواليه أشراف من كل بطن وذلك بمكة وقت الحج في خلافته فقام اليه وأجلسه معه على السرير وقعد معه على السرير وقال له يا أبا محمد ما حاجتك؟ فقال له: اتق الله في حرم الله وحرم رسوله فتعاهدهما بالعمارة واتق الله في أولاد المهاجرين والانصار فانك بهم جليس في هذا المجلس واتق الله في أهل الثغور فانهم حصن المسلمين وتفقد أمور المسلمين فانك وحدك المسؤل عنهم واتق الله فيمن على بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق بابك دونهم فقال له عبد الملك: أفعل ثم نهض فقام فقبض عليه عبد الملك، فقال يا أبا محمد انما