رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 217 - الجزء 1

  (واقعد ÷ عدي بن حاتم على مخدته قبل أن يسلم وقال فيه «اذا جاءكم كريم قوم فأكرموه») هذا اذا كان لمصلحة عامة تحتها الزبادة في دين الله تعالى بأي وجه (فأما تعظيم من تلك صفته لمصلحة تخص المعظم من تحصيل نفع) يخصه (أو دفع ضرر عنه فالأقرب عدم جوازه ودليله) أي دليل عدم الجواز (أول سورة المودة) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}⁣[الممتحنة: ١] وغيرها من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية وقد تقدم طرف من ذلك (وهي) أي أول المودة (تقتضي العموم فتدل على قبح تعظيمهم وقصد نفعهم أو دفع الضرر عنهم وغيره من لوازم المودة فلا يقصر) العام على السبب (ومن مستقبحات هذا النوع مواصلة أمراء الجور والمشي اليهم وتعظيمهم وتهنئتهم) لغير مصلحة عامة ظاهرة لأن ذلك يزيد في ما هم فيه وقد ورد النهي عن ذلك (وفي الخبر) عنه ÷ «من مشى الى ظالم وهو يعلم أنه ظالم فقد برئ من الاسلام» وغيره من الاخبار المتضمنة للترهيب في هذا المعنى) في كتاب المنذري عن أبي هريرة؟ قال قال رسول الله ÷ «من بدا جفا ومن تتبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن وما ازداد عبد السلطان قرباً الا ازداد من الله بعداً» رواه أحمد باسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح وفي حديث عن النعمان بن بشير عنه ÷ «ألا انها ستكون