فصل
  بعدي امراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس منى ولا أنا منه ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو منى وأنا منه» رواه أحمد وعن عبد الله بن خباب عن أبيه رضي الله عنهها قال: كنا قعودا على باب النبي ÷ فخرج الينا فقال «اسمعوا، قلنا قد سمعنا قال: اسمعوا، قلنا قد سمعنا قال: انه سيكون بعدي امراء فلا تصدقوهم بكذبهم ولا تعينوهم على ظلمهم فان من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم لم يرد على الحوض» رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه وعن ابن عباس ¥ عن النبي ÷ قال: «ان اناساً من امتي سيتفقهون في الدين يقرءون القرآن يقولون نأتي الامراء فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد الا الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم الا» قال ابن الصلاح: يعني الخطايا رواه ابن ماجه ورواته ثقات وقد تقدم شيء من هذا.
  وعلى الجملة ان في ذلك خطرا عظيما على من لم يثق من نفسه باصلاح النية وحسن الطوية كالسلف الصالح وأما هم فقال # (ولا يعترض بمواصلة بعض السلف الصالح لمن تلك حاله كالحسن السبط لمعاوية وزين العابدين لعبد الملك بن مروان وكثير من العلماء الراشدين فمن بحث السير والتواريخ تيقن أنهم ما واصلوهم بتعظيم) قط فيه تحريم (بان يتجرد قصدهم لزيارة أو لتهنئة أو لوداع أو