فصل
  فجلست اليه في المسجد وهو مع عصابة من اصحابه فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة وكان انعم غلام بمكة وارفهه عيشا فلما رآه النبي ÷ ذكر ما كان فيه من النعيم ورأى حالته التي هو عليها فذرفت عيناه فبكى ثم قال رسول الله ÷ «أنتم اليوم خير ام أذاغدى على أحدكم بجفنة من خبز ولحم وريح عليه باخرى وغدا في حله وراح في اخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قلنا بل نحن يومئذ خير نتفرغ للعبادة قال بل أنتم اليوم خير» رواه أبو يعلى ورواه الترمذي من طريقين مختصرا.
  وعن عامر بن عبدالله أن سلمان الخير ¥ حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع فقالوا: ما يجزعك يا أبا عبد الله وقد كانت لك سابقه في الخير شهدت مع رسول الله ÷ مغازي حسنة وفتوحاً عظاما قال: يجزعني أن حبيبنا ÷ حين فارقنا عهد الينا قال «ليكفي المرء منكم كزاد الراكب» فهذا الذي اجزعني فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر درهما رواه ابن حبان في صحيحه وفي كتاب التصفية للامام المؤيد بالله يحيى بن حمزة ¥ وقال ÷ «حب الدنيا رأس كل خطيئة» وقال ÷ «حب الدنيا مهلكة للدين» وقال ÷ «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» وقال ÷ «ليجيء أقوام يوم