فصل
  القيامة أعمالهم كجبال تهامة فيؤمر بهم الى النار فقالوا يا رسول الله مصلين؟ قال: نعم كانوا يصلون ويصومون ويأخذون وهنا من الليل فاذا عرض لهم شيء من الدنيا وثبوا عليه» وقال ÷ «احذروا الدنيا فانها أسحر من هاروت وماروت» وروي أنه خرج الرسول ÷ يوما على أصحابه فقال «هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا ألا أنه من رغب في الدنيا وطال أمله فيها أعمى الله قلبه على قدر ذلك ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله عليها بغير تعلم وهدى بغير هداية ألا انه سيكون بعدي قوم لا يستقيم لهم الملك الا بالقتل والتجبر ولا الغنى الا بالفخر والبخل ولا المحبة الا باتباع الهوى ألا فمن أدرك ذلك منكم فصبر للفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضاء وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو يقدر على العز لا يريد بذلك الا وجه الله تعالى أعطاه الله ثواب خمسين صديقا» وقال ÷ «لا تشغلوا قلوبكم بذكر الدنيا» فنهى عن ذكرها فضلا عن اصابة عينها وقال ÷ «الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ويجمعها من لا عقل له وعليها يعادي من لا دين له وعليها يحاسد من لا فقه له ولها يسعى من لا يقين له» وقال ÷ «من(١) أصبح والدنيا اكبر همه فليس من الله، وألزم قلبه
(١) اخرجه الديلمي عن ابي عمر.