رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 232 - الجزء 1

  اربع خصال: هما لا ينقطع عنه أبدا وشغلا لا يفرغ منه أبدا وفقرا لا يبلغ غناه أبدا وأملا لا يبلغ منتهاه أبدا» وقال رسول الله ÷ «الا اريك الدنيا جميعا يا أبا هريرة؟ قال قلت بلى يا رسول الله فاخذ بيدي واتى بي الى مزبلة فيها رؤوس وعذرة وخرق وعظام، ثم قال: يا أبا هريرة، هذه الرؤوس كانت تحرص كحرصكم وتؤمل آمالكم ثم هي عظام بلا جلد ثم هي صائرة رمادا، وهذه العذرات الوان اطعمتهم اكتسبوها من حيث اكستبتموها فقذفوها من بطونهم فأصبحت والناس يتحامونها وهذه الخرق البالية كانت رياشهم ولباسهم فأصبحت الأرياح تصفقها وهذه العظام دوابهم التي كانوا ينتجعون عليها أطراف البلاد فمن كان باكياً على الدنيا فليبك» قال: فمابرحنا حتى اشتد بكاؤنا وقال ÷ «لو تعلمون⁣(⁣١) ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولتركتم الدنيا» وقال ÷ «لتأتينكم دنيا تأكل إ يمانكم كما تأكل النار الحطب» وقيل لعيسى #: علمنا عملا واحداً يحبنا الله عليه؟ قال: ابغضوا الدنيا يحبكم الله. وقال أيضاً: يا طالب الدنيا لتبر تركك للدنيا أبر. (فينبغي معرفة ماهيتها المذمومة ليتجنب محبتها اعلم أن الدنيا عبارة


(١) اخرجه احمد والشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجة عن انس بلفظه من دون قوله ولتركتم الدنيا إنتهى.