فصل
  ينجون من كل فتنة غبراً مظلمة. وقال أبو أمامة قال رسول الله ÷ «ان(١) أغبط أوليائي عندي عبد مؤمن خفيف المؤنة خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربة وأطاعه في السر وكان غامضاً في الناس لا يشار اليه، الأصابع فمن صبر على ذلك» ثم نقر رسول الله ÷ بيده وقال: «عجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه» وهذا كله ذماً لطلب الشهرة ومحبتها فأما وجودها من جهة الله تعالى من غير تكلف من جهة العبد ولا عناية فليس مذموماً وذلك كشهرة الانبياء والائمة وفضلاء أهل العلم والزهد، ولذا قال #:
  (تنبيه) اعلم ان الجاه في الحقيقة وسيلة الى الأغراض ووصلة اليها وما كان وسيلة فحسنه وقبحه بحسب المتوسل اليه فإن كان المقصود من الجاه التوصل الى أمر ديني كأمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ما لا بد في المعاش منه لم تقبح محبته وان كان الغرض غير ذلك فقبيح التعرض له والسعي له كما تقدم) وعلاج حب الجاه المذموم من طريقين علمي وعملي فيعلم أولا طالبه الآفات الطارئة عليه والاخطار الحاصلة فيه بالنظر الى أهل الجاه في الدنيا فان كل صاحب جاه محسود مقصود بكل أذية خائف على تغي جاهه محترز عن تغير منزلته في القلوب فانها
(١) اخرجه أبو داود الطيالسي واحمد والترمذي قالوا حسن والطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية والحاكم في المستدرك والبيهقي في الشعب وسعيد بن منصور عن ابي أمامة.