فصل
  أشد تغيراً من القدر في غليانه مترددة بين الاقبال والادبار والقبول والاعراض لا تثبت بحال قط كما لا يثبت البناء على الأمواج في البحار اذ قلوب الخلق بيد الله يقلبها كيف شاء، فيعلم هذا من ضعفت بصيرته وهو العلاج من طريق العلم، وأما من قويت بصيرته وايمانه فإنه لا يلتفت الى الدنيا ولا يعرج على شيء منها.
  وأما العملي فأولا العزلة عن الناس حتى لا يشتهر وأن يلابس أفعالا تقطع رغبة الناس عن الوصول اليه ليستريح عن المجاهدة للنفس ويقبل على ما ينفعه بعد الموت فيفوز بغاية المطلوبات وهو الرضوان من الله تعالي كما قال تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٧٢}[التوبة].
فصل
  وأما (حب المدح وكراهة الذم، وهما نوعان من جنس محبة الدنيا خصا بالذكر لنحو ما تقدم) وهو مسيس الحاجة الى التحرز عنها (واعلم أن هلاك أكثر الناس لخوف مذمة الناس ورجاء امتداحهم بأن جعلوا حركاتهم وسكناتهم على حسب ما يوافق رضا الناس ويستجلب ثناءهم طلباً للمدح وهرباً من الذم، وذلك من المهلكات فنعوذ بالله من سلب توفيقه) والذم