رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 259 - الجزء 1

  لأحوال البخلاء وما يحصل من نفار الطباع عنهم واستقباحه لهم لان كل بخيل يستقبح البخل من غيره ويستنقله لا محالة فبذلك يعلم قبح ما هو فيه.

  الثانية ان يخدع نفسه في البذل للاشتهار لتسمح⁣(⁣١) بذلك ثم يعالج الرياء وينظر ماورد في السخاء وحسنه.

  الثالثة بأن يعلم مقاصد المال ولماذا فائدته فلا يحفظ الا قدر حاجته والباقي يبذله ليحصل له ثواب بذله من الله تعالى.

  العلاج الثاني العملي، فسبب البخل انما هو المال وسببه حب الشهوات التي لا يصل اليها الا به مع طول الامل أو ليخلفه لولده ولذا قال ÷ «الولد مجبنة مبخلة» ومن المعلوم أن أزمة الامور كلها بيد الله تعالى فما أمله فقد لا يصل اليه وماله ذلك معرض للذهاب والآفات لا سيما مع ما ورد أن الله تعالى يبعث مناديا في كل يوم يقول: اللهم ارزق كل منفق خلفا وكل ممسك تلفا أو كما قيل وان ولده ان كان في علم الله كثير الرزق فانه يأتيه بلا كلفة وان لم فلا ينفعه ما خلفه له فكم من وارث لا ينفعه ما ورثه بالمشاهدة.

  الثاني ان يحب عين المال فذلك داء يكون في بعض الناس فيشح ببذل ما يجب عليه وما ينفعه وان كان في أموال كثيرة وليس الا لمحبة عين الدينار والدرهم ونحوهما لا سيما مع كبر السن فان علاجه عسر فعلاج طول الامل بتكرير ذكر الموت وفجأته وموت أقرانه وأحبابه وما


(١) اي تجود انتهى مختار.