رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 261 - الجزء 1

فصل

  ومن المذمومات التي تجب المجاهدة للنفس عنه (الفرح) وحده (هو سرور تقترن به أفعال طرب يظهره) صاحبه عند حدوثه فيه وليس كله مذموماً (و) انما (المذموم ما كان مقترناً بمحظور) كالفرح بالدنيا الشاغلة عن الله تعالى (ودليل تحريمه أن الله لا يحب الفرحين ونحوها) كقوله تعالى {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}⁣[الحديد: ٢٣] وغير ذلك قال في الكشاف وقول القائل:

  ولست بمفراح اذا الدهر سرني

  وذلك انه لا يفرح بالدنيا الا من رضي بها واطمأن اليها وأما من قلبه الى الآخرة ويعلم أنه مفارق ما فيه عن قريب لم تحدثه نفسه بالفرح وما أحسن ما قال القائل:

  أشد الغم عندي في سرور ... تيقن عنه صاحبه انتقالا

  (فائدة* اعلم أن الافعال التي تقترن بالسرور فيكون مجموعها فرحا) فلا تخلو (ان كانت محظورة لم يحل النظر اليها مطلقا) ومنه ما قال الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ