رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 293 - الجزء 1

  الله يستقرضنا وهو غني عن القرض.

  قال نعم يريدا ان يدخلكم الجنة قال: فإني أن اقرضت ربي ø قرضاً تضمن لي بالجنة قال: نعم من تصدق بصدقة فله مثلها في الجنة قال: وزوجتي أم الدحداح معي؟ قال: نعم قال: وصبي الدحداحة؟ قال: نعم قال: ناولني يدك؟ فناوله ÷ يده فقال: ان لي حديقتين احداهما بالسافلة والأخرى بالعالية والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضاً لله ø.

  فقال رسول الله ÷ «اجعل احداهما لله ø والأخرى معيشة لك ولعيالك» قال: وأشهدك يا رسول الله اني قد جعلت خيرهما لله وهو حائط فيه ستمائة نخلة قال: اذا يجزيك الله به الجنة قال: فأنطلق أبو الدحداح حتى أتى أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فأنشأ يقول:

  بيني عن الحائط بالوداد⁣(⁣١) ... فقد مضى قرضاً الى التناد

  أقرضته الله على اعماد ... بالطوع لا من ولا إنكاد⁣(⁣٢)

  ألا رجاء الضعف في المعاد ... فأرتحلي بالنفس والأولاد

  والبر لا شك فخير زاد ... قدمه المرء الى المعاد

  قالت أم الدحداح: ربح بيعك بارك الله لك فيما أشتريت وأجابته أم الدحداح وانشأت تقول:


(١) وددت بالكسر ودا بالضم احببته انتهى مختار. والمعنى اتركيه الله سبحانه محبة له واتركيه وانت محبة له لقوله تعالى {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}⁣[آل عمران: ٩٢] الآية.

(٢) نكد اي عشر وجمعه انكاد انتهى مختار اي جاد أي اعطاه انتهى مختار.