فصل
  بشرك الله بخير وفرح ... مثلك أدى ما لديه وسمح
  أن لك الحظ اذا الحظ وضح ... قد متع الله عيالي ومنح
  بالعجوة(١) السوداء والزهو(٢) والبلح(٣) ... والعبد يسعى وله ماقد كدح(٤)
  طول الليالي وعليه ما اجترح
  ثم أقبلت أم الدحداح الى صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى افضت الى الحائط الآخرقال رسول الله ÷: «كم من عذق رداح ودار فياح في الجنة لأبي الدحداح» قال في الضياء الرداح هو الشجرة العظيمة والفياح البيت الواسع.
  (ومن عرف من نفسه الصبر عند الحاجة الى الناس) أي عرف انه يتعفف من سؤال الناس ويصبر حتى يفتح الله عليه (أو عرف بمقتضى جري العادة أنه يقع له خلف عما أنفق حسن منه انفاق جميع ماله أو بعضه حسبما يعرف من حاله ومن لم يعرف ذلك من نفسه ولم يثق به ابقى قدر كفايته بعد اخراج الواجب وعليه في أمر دنياه بالاقتصار على
(١) العجوة ضرب من جود التمر بالمدينة ونخلتها تسمى لينة انتهى مختار.
(٢) زها النخل يزهو زهواً والاسم الزهو بالضم ظهرت الحمرة والصفرة ف في الثمرة انتهى مصباح.
(٣) البلخ تمرة النخل ما دام اخضر قريباً الى الاستدارة الى ان يغلظ النوى انتهى مصباح.
(٤) القدح العمل والسعي والحرص انتهى نهاية.