رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 304 - الجزء 1

  والفقر) وقد بلغ هذه المرتبة العظمى (وارقته حالته إلى هذه الدرجة الشريفة) العالية المنيفة (فالأفضل في حقه ترك الطلب) للرزق (والتداوي) من ما يناله من الأمراض والاسقام توكلا على الله تعالى واحتساباً لما أعد الله له من الجزاء في الآخرة التي لا يفني جزاؤها (ومن ضعف عن ذلك) فعرف من نفسه عدم الصبر (تداوى أو طلب الشيء) أي الرزق والدواء (مع حسن القصد وأعتقاد أن الأمر بيد الله) الذي بيده أزمة⁣(⁣١) الأمور العالم بمصالح عباده فيقسم لكل امرء ما يصلحه (وإنما هذه امور اعتيادية) للعبد (يفعل الله عندها ما يعلم) له (المصلحة فيه) (و) العبد (عليه الرضى بقضاء الله) تعالى وتسليم الأمر اليه حال هو فيه (ومعرفة أنه) خالقه ورازقه هو (المحسن) اليه (على كل حال و) ايضاً فإن (عليه مع هذه الوظيفة) المتقدم ذكرها (بالاستشعار للموت وقربه والاستعداد له قبل نزوله) وقد اشار الله سبحانه وتعالى الى ذلك بقوله: {وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ٢١}⁣[الرعد] وكذلك رسول الله ÷ بقوله: «وحاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا» وقد جعل العلماء رحمهم الله المحاسبة للنفس من شروط الورع وقسموا المحاسبة الى درجات قيل عقيب كل فعل أو في كل ساعة أو في كل وقت صلاة أو عند النوم أو في كل يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة وهذا يختلف باختلاف الأشخاص والاحوال والاوقات فمن


(١) ازم ازما امسك عن المطعم والمشرب انتهى. مصباح والمعنى بيده امساك ما يريد امساكه عن عباده والله اعلم.