رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 305 - الجزء 1

  المعلوم أن كل عاقل يتيقن أن الموت يطلبه ولا يدري متى يأخذه فمن حق من هو هكذا أن لا يغفل عن التثبت لنزوله وقد تقدم شيء مما ورد في ذلك (ولتسره حسنته لا على وجه العجب) اذ العجب ممقوت عقلا وشرعاً كما تقدم ذمه (ولتسؤه سيئته لا على حد القنوط) وكيف القنوط من رحمة الله مع قوله تعالى {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}⁣[الزمر: ٥٣] الآية (تنبيه* لا زهد في ثلاث) الأولى (المرأة الحسناء وان غالى في مهرها لما في ذلك من تكميل دينه) بتحصين فرجه ونظره عن محارم الله تعالى التي حرمها عليه (وهذا ما لم تكن فاتحة لباب الدنيا) بأن تكون طالبة للدنيا (غير قانعة بالكفاية) الذي لا بد منه النفقة والكسوة التي تليق (بل نفسها طامحة الى استيفاء اللذات في المطاعم) على اختلاف أصنافها وألوانها (والملابس) وأجناسها) المختلفة (وان كانت هكذا توجه اجتنابها) لأنها شاغلة عن الله تعالى ولذا حث رسول الله ÷ على ذات الدين بقوله: «تنكح المرأة على احدى خصال لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك» رواه احمد بأسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري ¥ وعن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك» رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة قوله تربت يداك كلمة معناها الحث والتحريض وقيل هي هنا دعاء عليه بالفقر وقيل بكثرة المال