رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 307 - الجزء 1

  من بعد فشرب يوماً فحمد الله تعالى ثم قال نعمة الماء نعمة * ثم أشار إلي بتمام البيت فقلت: لا تكافؤها النعم * فأرتشفها على الظما * واعطها الاتم * الى آخر الابيات.

  في السفينة قيل ومما يمتن الله سبحانه على عبده يوم القيامة بقوله: (ألم أسقك من الماء البارد) في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ٨}⁣[التكاثر] والثالث مما لا زهد فيه قوله # (ولا في تخير المسكن السليم عن الوباء الجامع للمرافق⁣(⁣١) إذ لا يحتاج الى غرامة لأن الأرض لله تعالى) فإن احتاج الى غرامة وغيره أهم منه ترك لا سيما مع عدم خشية الضرر أو ما أشار اليه # بقوله (ألا حيث يكون الدين في غيره أكمل فإن تركه حينئذ من الزهد المندوب اليه) قلت: وقد يجب الترك كما اذا كانت الأرض الطيبة دار كفر أو دار فسق أو كان فيها منكر لا يمكنه تغييره كما ورد في الحديث «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل» او كما قال وفي هذا مبالغة في قوله «فتطرف» كمالا يخفى (ما أحسن ما قيل الزهد في الدنيا راحة فإنك اذا تأملت لم تر تعباً في الدنيا ولا نصباً ولا هماً ولا غماً ولا كدا ولا نكداً إلا وسببه في الغالب الضنة بالدنيا) أي محبتها والتهافت عليها (وعدم الزهد فيها ومصداقه الحديث المتقدم ذكره) وهو قوله ÷ «ألا وان من زهد في الدنيا أراح الله قلبه وبدنه⁣(⁣٢)» وغير ذلك من الأحاديث الواردة فيه (والله ولي


(١) الجماعة انتهى. مختار.

(٢) اخرج الطبراني في الاوسط وابن عدي في الكامل والبيهقي في الشعب عن ابي هريرة. =